وللأرنب جلد ووبر ينتفع به، ولحمه طيّب؛ ولا سيّما إن جعل محشيا [٢] ؛ لأنّه يجمع حسن المنظر، واستفادة العلم مما يرون من تدبيرها وتدبير الكلاب، والانتفاع بالجلد وبأكل اللّحم. وما أقلّ ما تجتمع هذه الأمور في شيء من الطّير.
وأما قوله [٣] : [من الطويل]
إذا ابتدر النّاس المعالي رأيتهم ... قياما بأيديهم مسوك الأرانب
فإنّه هجاهم بأنّهم لا كسب لهم إلّا صيد الأرانب وبيع جلودها.
١٨٧١-[الحلكاء]
وأمّا قوله:
٣٣- «وغائص في الرمل ذو حدّة ... ليس له ناب ولا ظفر»
فهذا الغائص هو الحلكاء. والحلكاء: دويبّة تغوص في الرمل. كما يصنع الطّائر الذي يسمّى الغمّاس في الماء. وقال ابن سحيم في قصيدته التي قصد فيها للغرائب:[من البسيط]
والحلكاء التي تبعج في الرمل [٤]
١٨٧٢-[شحمة الأرض]
وممّا يغوص في الرّمل، ويسبح فيه سباحة السّمكة في الماء، شحمة الرّمل، وهي شحمة الأرض، بيضاء حسنة يشبّه بها كفّ المرأة [٥] ، وقال ذو الرّمّة في تشبيه البنان بها [٦] : [من الطويل]
[١] ديوان عروة بن الورد ٤٦٥، واللسان والتاج (عشر) ، وبلا نسبة في المقاييس ٤/٣٢٥، والمخصص ٨/٤٩، والعين ١/٢٤٧، وانظر الخبر مع البيت في معجم البلدان (روضة الأجداد) . [٢] المحش: الاشتواء. [٣] البيت بلا نسبة في ربيع الأبرار ٥/٤٢٧، وتقدم في ٥/٣١٥. [٤] البعج: الشق. [٥] ثمار القلوب (٧٣٦) . [٦] ديان ذي الرمة ٦٢٢، واللسان (دسس، بنى، نقا) ، والتاج (نقا) ، والتهذيب ٩/٣١٩، ١٥/٥٠٧، والمخصص ١٥/١٣١، وثمار القلوب (٧٣٦) .