قال سعيد بن سلم: لما قال الأخطل بالكوفة: أخطأ الفرزدق حين قال [١] : [من الكامل]
أبني غدانة إنني حرّرتكم ... فوهبتكم لعطيّة بن جعال [٢]
لولا عطيّة لاجتدعت أنوفكم ... من بين ألأم أعين وسبال [٣]
- كيف يكون قد وهبهم له وهو يهجوهم بمثل هذا الهجاء؟! قال: فانبرى له فتى من بني تميم فقال له: وأنت الذي قلت في سويد بن منجوف [٤] : [من الطويل]
وما جذع سوء رقّق السّوس جوفه ... لما حمّلته وائل بمطيق
أردت هجاءه فزعمت أنّ وائلا تعصب به الحاجات، وقدر سويد لا يبلغ ذلك عندهم، فأعطيته الكثير ومنعته القليل [٥] ! وأردت أن تهجو حاتم بن النعمان الباهليّ، وأن تصغّر شأنه، وتضع منه، فقلت [٦] : [من الوافر]
وسوّد حاتما أن ليس فيها ... إذا ما أوقد النيران نار
فأعطيته السّودد من قيس ومنعته ما لا يضرّه [٧] .
[١] ديوان الفرزدق ٧٢٦، والنقائض ٢٧٥- ٢٧٦. [٢] في النقائض: «قوله: حررتكم، يعني أعتقتكم وجعلتكم أحرارا. وعطية، كان خليلا للفرزدق، وهو من سادة بني غدانة» . [٣] اجتدعت: قطعت. السبال: جمع سبلة؛ وهي ما على الشارب من الشعر؛ أو ما على الذقن إلى طرف اللحية. [٤] ديوان الأخطل ٦٦٦، والأغاني ٨/٣١٢، وطبقات ابن سلام ٤٦٩، والموشح ١٣٥. [٥] في ديوان الأخطل ٦٦٦: «قال سويد: لم تحسن أن تهجوني، إنما أنا سيّد بني سدوس، فجعلتني سيد وائل كلها» ، وانظر الأغاني ٨/٣١٢، وطبقات ابن سلام ٤٧١. [٦] ديوان الأخطل ٤٧٥. [٧] في ديوانه: «هذا حاتم بن النعمان الباهلي، يقول: سوّده أنه ليس في قيس نار توقد لمكرمة ولا ضيفان، غير ناره» .