ولذلك حين رمى ابن عبدل محمّد بن حسّان بن سعد بالبخر، قال [١] : [من الوافر]
وما يدنو إلى فيه ذباب ... ولو طليت مشافره بقند [٢]
يرين حلاوة ويخفن موتا ... وشيكا إن هممن له بورد
٨١٦-[أبو ذبّان]
ويقال لكلّ أبخر: أبو ذبّان، وكانت فيما زعموا كنية عبد الملك بن مروان [٣] وأنشدوا قول أبي حزابة: [من الرجز]
أمسى أبو ذبّان مخلوع الرّسن ... خلع عنان قارح من الحصن [٤]
وقد صفت بيعتنا لابن حسن
٨١٧-[شعر فيه هجاء بالذباب]
قال رجل يهجو هلال بن عبد الملك الهنائيّ: [من الوافر]
ألا من يشتري منّي هلالا ... مودّته وخلّته بفلس
وأبرأ للذي يبتاع منّي ... هلالا من خصال فيه خمس
فمنهنّ النغانغ والمكاوي ... وآثار الجروح وأكل ضرس [٥]
ومن أخذ الذباب بإصبعيه ... وإن كان الذّباب برأس جعس [٦]
٨١٨-[التسوية بين الذبان والناس في العجز]
قالوا: وضرب الله عزّ وجلّ لضعف النّاس وعجزهم مثلا، فقال: يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ
[٧] فقال
[١] الأغاني ٢/٤١٣، وفيه البيت الأول مع أبيات أخرى.
[٢] القند: كلمة معرّبة تعني عسل قصب السكر إذا جمّد. «القاموس: قند» .
[٣] ثمار القلوب ١٩٧ (٣٩٣) ، وعيون الأخبار ٤/٦١، والمرصع ١٧٧، ولطائف المعارف ٢٦، وقيل إن الذباب كان يسقط إذا قارب فاه من شدة رائحته.
[٤] القارح: الذي وقعت سنه الرّباعية. «القاموس: قرح» . الحصن: جمع حصان.
[٥] النغانغ: جمع نغنغ؛ كبرقع؛ وهو لحمة في الحلق «القاموس: نغنغ» .
[٦] الجعس: الرجيع. «القاموس: جعس» .
[٧] ٧٣/الحج: ٢٢.