وقال الرّاجز- وهو يهجو بعضهم بالفسولة، وبكثرة الأكل، وعظم حجم النّجو [١]-:
بات يعشّي وحده ألفي جعل
وقال عنترة [٢] : [من الوافر]
إذا لاقيت جمع بني أبان ... فإني لائم للجعد لاحي
كسوت الجعد جعد بني أبان ... ردائي بعد عري وافتضاح
ثم شبّهه بالجعل فقال:
كأنّ مؤشر العضدين جحلا ... هدوجا بين أقلبة ملاح [٣]
تضمن نعمتي فغدا عليها ... بكورا أو تهجّر في الرّواح
وقال الشمّاخ [٤] : [من الطويل]
وإن يلقيا شأوا بأرض هوى له ... مفرّض أطراف الذّراعين أفلج
والشأو هاهنا: الرّوث، كأنه كثره حتّى ألحقه بالشأو الذي يخرج من البئر، كما يقول أحدهم إذا أراد أن ينقي البئر: أخرج من تلك البئر شأوا أو شأوين، يعني من التراب الذي قد سقط فيها، وهو شيء كهيئة الزّبيل الصّغير.
والشاو: الطّلق. والشأو: الفوت.
والمفرّض الأفلج الذي عنى، هو الجعل، لأنّ الجعل في قوائمه تحزيز، وفيها تفريج.
٩١٢-[معرفة في الجعل]
وللجعل جناحان لا يكادان يريان إلّا عند الطّيران، لشّدة سوادهما، وشبههما بجلده، ولشدّة تمكنهما في ظهره.
[١] تقدم الرجز في الفقرة (١٨٦) . [٢] ديوان عنترة ١١٥. [٣] مؤشر: مرقق. الجحل: العظيم من الجعلان. «اللسان: جحل» . الهدوج: الذي يمشي رويدا «اللسان: هدج» . أقلبة: جمع قليب، وهو البئر. «اللسان: قلب» . والبيت في اللسان (قلب، ملح، أشر، حجل) (والتاج، قلب، ملح، أشر) والمخصص ١٧/٣٥. [٤] ديوان الشماخ ٩٣، واللسان (فرض، قرض، شأي) ، والتاج (فرض، شأي) ، والتهذيب ١١/٤٤٧، والعين ٦/٢٩٧، وبلا نسبة في التهذيب ٨/٣٤٣.