وقال أوس بن حجر، في هذا الشّكل من الشّعر- وهو يقع في باب الشّكر والحمد-[١] : [من الطويل]
لعمرك ما ملّت ثواء ثويّها ... حليمة إذ ألقى مراسي مقعد [٢]
ولكن تلقت باليدين ضمانتي ... وحلّ بفلج فالقنافذ عوّدي [٣]
وقد غبرت شهري ربيع كليهما ... بحمل البلايا والخباء الممدّد
ولم تلهها تلك التّكاليف؛ إنّها ... كما شئت من أكرومة وتخرّد [٤]
سأجزيك أو يجزيك عني مثوّب ... وحسبك أن يثنى عليك وتحمدي
وقال أبو يعقوب الأعور [٥] : [من الطويل]
فلم أجزه إلّا المودّة جاهدا ... وحسبك منّي أن أودّ وأجهدا
٥٧٧-[أبيات تضاف إلى الإيجاز]
وأبيات تضاف إلى الإيجاز وحذف الفضول. قال بعضهم ووصف كلابا في حال شدّها وعدوها، وفي سرعة رفع قوائمها ووضعها- فقال [٦] : [من الرجز]
كأنّما ترفع ما لم يوضع
ووصف آخر ناقة بالنشاط والقوّة فقال [٧] : [من الرجز]
خرقاء إلّا أنها صناع
وقال الآخر [٨] : [من الرجز]
الليل أخفى والنهار أفضح
[١] ديوان أوس بن حجر ٢٦، والبيان والتبيين ٣/٣١٩ والأغاني ١١/٧٣، ومعاهد التنصيص ١/١٣٤، وشرح الأبيات التالية من ديوانه. [٢] الثوي: الضيف. الثواء: الإقامة. ألقى مراسيه: استقر. [٣] الضمانة: العاهة والداء. فلج والقنافذ: موضعان. العود: جمع عائد، وهو الذي يزور المريض. [٤] التخرد: مصرد تخرّد؛ والخريدة من النساء: البكر التي لم تمس قط، وقيل: هي الحيية الطويلة السكوت؛ الخافضة الصوت؛ الخفرة المستترة: الأكرومة من «كرم» كالأعجوبة من «عجب» . [٥] البيت للخريمي أبي يعقوب في ديوانه ٢٢، والبيان والتبيين ٣/٣٢٠، ورسائل الجاحظ ١/٣٠٥. [٦] الرجز في محاضرات الأدباء ٢/٢٨٥، والصناعتين ٧٩. [٧] الرجز في الرسالة الموضحة ٢٨، والبيان والتبيين ١/١٥٠، ٣/٧٢، والصناعتين ٣١٤، ٤١٩. [٨] الرجز من الأمثال في مجمع الأمثال ١/٢٥٥، وجمهرة الأمثال ٢/٧٢، والمستقصى ١/٣٤٣، والدرة الفاخرة ١/١٧٢، ٢/٤٥٤، وهو في البيان والتبيين ١/١٥١ وقبله: «إنك يا ابن جعفر لا تفلح» .