والنّار من أكبر الماعون، وأعظم [المنافع][٣] المرافق [في هذه الدنيا على عباده][٣] . ولو لم يكن فيها إلّا أنّ الله عزّ وجلّ قد جعلها الزاجرة عن المعاصي، لكان ذلك ممّا يزيد في قدرها، وفي نباهة ذكرها.
فإن كنت بهذا القول مؤمنا فتذكّر ما فيها من النعمة أولا ثم آخرا، ثم توهّم مقادير النعم وتصاريفها [٧] .
١٢٤٤-[نار الله]
[٨] وقد علمنا أنّ الله عذّب الأمم بالغرق، والرّياح، وبالحاصب، والرّجم، وبالصّواعق، وبالخسف، والمسخ، وبالجوع، وبالنقص من الثمرات، ولم يبعث عليهم نارا، كما بعث عليهم ماء وريحا وحجارة. [وإنما][٩] جعلها من عقاب الآخرة [وعذاب العقبى][٩] ، ونهى أن يحرق بها شيء من الهوامّ [١٠] ، وقال [رسول الله صلى الله عليه وسلم][٩] : «لا تعذّبوا بعذاب الله»[١١] . فقد عظّمها كما ترى.
[١] ثمار القلوب ٨٢٣. [٢] ٨٠/يس: ٣٦. [٣] الزيادة من ثمار القلوب. [٤] ٧١- ٧٢/الواقعة: ٥٦. [٥] ٧٣/الواقعة: ٥٦. [٦] في ثمار القلوب: «فكم تحت قوله» . [٧] في ثمار القلوب: «من تبصرة، بما فيها من مقادير النعم وتصاريف النقم» . [٨] ثمار القلوب (٨٠- ٨١٩) ، وقد نقل الثعالبي هذه الفقرة عن الجاحظ. [٩] الزيادة من ثمار القلوب. [١٠] في ثمار القلوب «من الحيوان» . [١١] أخرجه البخاري في الجهاد برقم ٢٨٥٤ (حدثنا سفيان، عن أيوب، عن عكرمة: أن عليّا رضي الله عنه حرّق قوما، فبلغ ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرّقهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تعذبوا بعذاب الله» . ولقتلتهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من بدّل دينه فاقتلوه» ، وأعاده البخاري في كتاب استتابة المرتدين والمعاندين برقم ٦٥٢٤، وانظر جامع الأصول ٣/٤٨١، والجامع الصغير ٩٨٣٠، وفيه: رواه أبو داود والترمذي والحاكم في المستدرك.