وأما العرّاف، وهو دون الكاهن، فمثل الأبلق الأسدي، والأجلح الزهري، وعروة ابن زيد الأسدي، وعرّاف اليمامة رباح بن كحلة [٣] ، وهو صاحب بنت المستنير البلتعي، وقد قال الشاعر [٤] : [من الطويل]
لعمرك ما التّثاؤب يا ابن زيد ... بشاف من رقاك ولا مجيب
لسير النّاعجات أظنّ أشفى ... لما بي من طبيب بني الذّهوب [٥]
وليس الباب الذي يدّعيه هؤلاء من جنس العيافة والزّجر، والخطوط، والنّظر في أسرار الكفّ، وفي مواضع قرض الفار، وفي الخيلان في الجسد، وفي النظر في الأكتاف، والقضاء بالنجوم، والعلاج بالفكر.
وقد كان مسيلمة يدّعي أن معه رئيّا في أوّل زمانه، ولذلك قال الشّاعر، حين وصف مخاريقه وخدعه:[من الطويل]
[١] ثمار القلوب (٢٠٢) ، ومروج الذهب ٢/٣١١، والبيان ١/٢٨٩- ٢٩٠، وربيع الأبرار ٤/٣٤١- ٣٤٢. [٢] في ثمار القلوب ومروج الذهب (حازية جهينة) ، وفي البيان (حازي جهينة) . [٣] في ثمار القلوب (رياح بن كحيلة) ، وفي مروج الذهب (رباح بن عجلة) . [٤] البيت لعروة بن حزام في ديوانه ٩٤، والخزانة ٣/٢١٤، واللسان والتاج (عرف) ، ومصارع العشاق ١/٣١٨، والأغاني ٢٤/١٥٥، وبلا نسبة في المخصص ٥/٨٦، وثمار القلوب (٢٠٠) ، ومروج الذهب ٢/٣١١. [٥] الناعجات: الإبل البيض، أو السريعة. [٦] تقدم مثل هذا البيت في ٤/٣٦٩، ٣٧٤، وأوضح الجاحظ أمر البيضة في ٤/٣٧٠. وتحدث عن توصيل ريش الطائر في ٤/٣٧١- ٣٧٣.