عباس، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دعا بالرّعاة فجمعوا له، فقال:«من كان منكم يرعى غنما سودا فليخلط فيها بيضا» .
قال [١] : وجاءته امرأة فقالت: يا رسول الله، إني اتخذت غنما رجوت نسلها ورسلها وإني لا أراها تنمو. قال:«فما ألوانها؟» قالت: سود. قال:«عفّري» . أي اخلطي فيها بيضا.
قال: وحدثنا طلحة بن عمرو الحضرميّ، عن عطاء، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:«الغنم بركة موضوعة، والإبل جمال لأهلها، والخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة»[٢] .
حنظلة بن أبي سفيان المكّي قال: سمعت طاووسا يقول: من ها هنا أطلع الشيطان قرنيه، من مطلع الشمس. والجفاء والكبر في أهل الخيل والإبل، في الفدّادين أهل الوبر [٣] . والسكينة في أهل الغنم [٤] .
قال وحدثنا بكر بن خنيس، عن يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب، عن أبيه، عن أبي هريرة قال [٥] : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «رأس الكفر قبل المشرق، والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدادين أهل الوبر. والسكينة في أهل الغنم، والإيمان يمان والحكمة يمانية» .
وعن عوف بن أبي جميلة، عن الحسن، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال [٦] : «الفخر في أهل الخيل، والجفاء في أهل الإبل، والسكينة في أهل الغنم» .
وعن عثمان بن مقسم، عن نافع، أن ابن عمر حدثه أنه سمع النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول [٦] : «السكينة في أهل الغنم» .
والفدّاد: الجافي الصوت والكلام. وأنشدنا أبو الرّدينيّ العكليّ:[من الرجز]
جاءت سليم ولها فديد
[١] انظر الحديث في عيون الأخبار ٢/٧٦. [٢] «الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة» أخرجه البخاري في المناقب، حديث رقم ٣٤٤٣. [٣] الفدادون: المكثرون من الإبل، وقيل: هم الجمّالون والبقّارون والحمّارون والرعيان. [٤] انظر الحاشية التالية. [٥] أخرجه البخاري في بدء الخلق، حديث رقم ٣١٢٥، ٣١٢٦، ومسلم في الإيمان، حديث ٥١، ٥٢. [٦] انظر الحاشية السابقة.