ولا تمسك بالعهد الذي زعمت … إلا كما يمسك الماء الغرابيل
فلا يغرنك ما منت وما وعدت … إن الأماني والأحلام تضليل
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا … وما مواعيدها إلا الأباطيل
أرجو وآمل أن تدنو مودتها … وما إخال لدينا منك تنويل
أمست سعاد بأرض لا يبلغها … إلا العتاق النجيبات المراسيل
ولن يبلغها إلا عذافرة (١) … فيها على الأين إرقال وتبغيل (٢)
من كل نضاخة الذفرى إذا عرقت … عرضتها طامس الأعلام مجهول (٣)
ترمي الغيوب بعيني مفرد لهق … إذا توقدت الحزان والميل (٤)
ضخم مقلدها فعم (٥) مقيدها … في خلقها عن بنات الفحل تفضيل
غلباء وجناء علكوم مذكرة … في دفها سعة قدامها ميل (٦)
وجلدها من أطوم ما يؤيسه … طلح بضاحية المتنين مهزول (٧)
حرف أبوها أخوها من مهجنة … وعمها خالها قوداء شمليل (٨)
تسعى الوشاة بدفيها وقيلهم … إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول
وقال كل صديق كنت آمله … لا ألهينك إني عنك مشغول
خلوا طريق يديها لا أبا لكم … فكل ما قدر الرحمن مفعول
(١) أي: ناقة صُلبة عظيمة.
(٢) الأين: الإعياء. والإرقال والتبغيل: ضربان من السير.
(٣) الذفرى: ما تحت الأذن. وعرضتها، من قولهم: بعير عرضة للسفر، أي: قوي عليه.
(٤) المفرد: بقر الوحش شَبّه الناقة به. واللهق: الأبيض. والحزان: هو الغليظ من الأرض.
(٥) أي: الممتلئ.
(٦) الغلباء: غليظة الرقبة. والوجناء: عظيمة الوجنتين. وقدامها ميل. أي طويلة العنق.
(٧) الأطوم: الزرافة. والطلح: القراد والذي لملاسة جلدها لا يثبت عليه.
(٨) الحرف: الناقة الضامر. ومهجنة: أي حُملَ عليها في الصغر، وقوداء: طويلة. وشمليل: سريعة.