الأعرابي وخيثمة الأطرابلسي، وجماعة، ورحل إلى المشرق، وحج. روى عنه الحاكم، وأبو القاسم بن حبيب المفسر، وأبو سهل محمد بن نصرويه المروزي.
وتوفي ببخارى في رجب (١).
١٠٦ - محمد بن العباس، أبو بكر الخوارزمي الشاعر المشهور، ويقال له: الطبرخوي (٢)، لأن أباه من خوارزم وأمه من طبرستان، فركبوا له من الاسمين نسبة.
وقيل: إنه ابن أخت محمد بن جرير الطبري، وكان مشارًا إليه في عصره. له ديوان شعر، وديوان رسائل، فمن شعره:
قامت تودعني بالأدمع السجم … والصمت بين يد منها وبين فم
البين أخرسها والبين أنطقها … وهذه حالة في الناس كلهم
قد طال ما انهزمت عنا السيوف فلا … تحاربينا بجيش الورد والعنم (٣)
لم يبق في الأرض لي شيء أهاب له … فهل أهاب انكسار الجفن ذي السقم
أستغفر الله من قولي، غلطت بلى … أهاب شمس المعالي مقصد الأمم
كأن لحظك من سيف الأمير ومن … حتم القضاء ومن عزمي ومن كلمي
وهي قصيدة طويلة طنانة، وقد تنقل في البلاد، ومدح الملوك، وأقام بحلب مدة، ثم سكن نيسابور.
قال الحاكم في " تاريخه ": كان أوحد عصره في حفظ اللغة والشعر، وكان يذاكرني بالأسماء والكنى، حتى يحيرني حفظه. سمع من إسماعيل الصفار وأقرانه. ومن شعره:
بآمل مولدي وبنو جرير … فأخوالي ويحكي المرء خاله
(١) من تاريخ دمشق ٥٣/ ٢٧٠ - ٢٧٢. (٢) هكذا قيّد المصنف هذه النسبة بخطه وجَوَّد ضبطها بضم الخاء وكسر الواو، لكنه قال في السير ١٦/ ٥٢٦: "الطبرخزي: بفتح الخاء ثم زاي"، وهو صنيع أبي سعد السمعاني في الأنساب، وهو الصواب إن شاء الله، لكننا نلتزم بخط المصنف وتقييده. (٣) العَنَم: شجر لين الأغصان تشبه به بنان الجواري.