كتاب المحيط في شرح الوسيط، وكتاب الانتصاف في مسائل الخلاف، ودرّس بنظامية نيسابور، وتخرّج به أئمة.
قال القاضي ابن خلّكان (١): هو أستاذ المتأخرين، وأوحدهم علمًا وزهدًا، سمع الحديث سنة ست وتسعين من أبي حامد أحمد بن علي بن عبدوس، وكان مولده سنة ست وسبعين بطرَيثيث، ويُنسب إليه من الشعر بيتان وهما:
وقالوا: يصيرُ الشِّعْرُ في الماء حيَّةً … إذا الشَّمْسُ لاقَتْه فما خِلته حقّا
فلمّا الْتَوَى صُدغاه في ماء وجهِهِ … وقد لَسَعا قلْبي تَيَقَّنتُهُ صِدقا
ولعليّ بْن أَبِي القاسم البَيْهَقيّ فيه يرثيه وقد قتلته الغُزّ:
يا سافكًا دم عالمٍ متبحّر … قد طار في أقْصى الممالكِ صيتُه
بالله قُلْ لي يا ظَلُومُ ولا تَخَفْ … من كَانَ مُحيي الدين كيف تُميتُه؟
ومما قيل فيه:
رفاتُ الدّين والإسلام تُحيى … بمُحيي الدّين مولانا ابن يحيى
كأنّ اللَّه ربَّ العرشِ يُلقي … عَلَيْهِ حين يُلْقي الدّرْسَ وَحْيا
قتلته الغز، قاتلهم الله، حين دخلوا نيسابور في رمضان، دسّوا في فيه التراب حتى مات، ﵀.
وقال السمعاني (٢): سنة تسع في حادي عشر شوال بالجامع الجديد، قتلته الغز لما أغاروا على نيسابور، قال: ورأيته في المنام، فسألته عن حاله، فقال: غُفر لي، وكان والده من أهل جَنزة، فقدم نيسابور، لأجل القشيري، وصحبه مدة، وجاور، وتعبّد، وابنه كان أنظر الخراسانيين في عصره، وقد سمع من: نصر الله الخُشنامي، وجماعة، كتبت عنه.
٤٧٩ - محمود بن الحسين بن بُندار بن محمد، أبو نجيح بن أبي الرجاء الطلحي، الأصبهاني، الواعظ.
قال ابن السمعاني: ولد في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، وسمع: مكي بن منصور الثقفي، وأحمد بن عبد الله السوذرجاني، وأبا مطيع محمد بن
(١) وفيات الأعيان ٤/ ٢٢٣ - ٢٢٤.
(٢) التحبير ٢/ ٢٥٢ - ٢٥٣.