فنيت عنّي بها يا صاح إذ برزت … وغبت إذ حضرتْ حقًّا ولم تَغِبِ
وصرت فَرْدًا بلا ثانٍ أقومُ بِهِ … وأصبح الكُلُّ والأكوانُ تَفْخَرُ بي
وكلّ معنايَ معناها وصُورتها … كصورتي وهي تدعى ابنتي وأبي
وله من أُرْجُوزة:
وشاهدت عينايَ أمرًا هائلًا … جلّ بأنْ ترى لَهُ مُماثلًا
فغبتُ عند ذاك عَن وُجُودي … لمّا تَجَلَّى الحقُّ فِي شُهودِي
وعاينت عيناي ذات الباري … من غير ما شكٍّ ولا تَماري
فكنت من ربيّ لا محالَهْ … كقابِ قوسينِ وأَدْنَى حالهْ
كَذَبَ وفَجَرَ، قاتله الله أنى يؤفك.
وله (١):
الحكمة أنْ تشربَ فِي الحانات … خمرًا قرِنتْ بسائر اللّذّاتِ
من كفّ مهفهفٍ مَتَى ما تُليت … آيات صفاته بدت من ذاتي
وله (٢):
سطا وله فِي مذهب الحبّ أنْ يسطو … مليحٌ لَهُ فِي كلّ جارِحة قسط
ومن فوق صحن الخدّ للنّقط غاية … يُدلّ على ما يفعل الشّكل والنّقط
لكاتبه:
أمرد وقهوة وقحبة … أوراد أرباب الهوى
هذي طريق الجنّة … فأين طريق النّار؟
وأقول: لا يكمل للرجل إيمانه حتى يتبرأ من الحُلُوليّة والاتّحاديّة الّذين يقولون: إنّ اللَّه سبحانه حل في الصور أواتحدت ذاته بذوات البَشَر.
وعاش الشَّيْخ حسن هذا ثلاثًا وخمسين سنة.
٣١٤ - الحسن بن ناصر بن علي الحضرمي، المهدوي، أبو علي.
سمع من عبد المجيد بن دليل. روى عنه: الدمياطي، وعاش تسعين سنة. توفي في ربيع الأول بالإسكندرية (٣).
(١) الفوات أيضًا ١/ ٣٣٥.
(٢) الفوات كذلك ١/ ٣٣٦.
(٣) تقدمت ترجمته في وفيات السنة الماضية (الترجمة ١٦٦).