قاسين قبل الصبح ليلا منكرا … حتى إذا الصبح انجلى وأسفرا
أصبحن صرعى بالكثيب حسرا … لو يتكلمن شكون المنذرا
فسمع عبد الله بن الزبير صوت المنذر على الصفا، فقال: هذا أبو عثمان جاشته الحرب (١) إليكم. فحدثني محمد بن الضحاك قال: كان المنذر بن الزبير، وعثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام يقاتلان أهل الشام بالنهار، ويطعمانهم بالليل.
وقتل المنذر في نوبة الحصين، وله أربعون سنة.
١١٤ - النابغة الجعدي الشاعر المشهور أبو ليلى.
له صحبة ووفادة، وهو من بني عامر بن صعصعة، فعن عبد الله بن صفوان قال: عاش النابغة مائة وعشرين سنة، ومات بأصبهان.
وروي أن النابغة قال هذه الأبيات:
المرء يهوى أن يعيـ … ـش وطول عمر قد يضره
وتتابع الأيام حـ … ـتى ما يرى شيئا يسره
تفنى بشاشته ويبـ … ـقى بعد حلو العيش مره
ثم دخل بيته فلم يخرج حتى مات.
وقال يعلى بن الأشدق، وليس بثقة: سمعت النابغة يقول: أنشدت النبي ﷺ:
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا … وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال: أين المظهر يا أبا ليلى؟ قلت: الجنة، قال أجل إن شاء الله، ثم قلت:
ولا خير في حلم إذا لم يكن له … بوادر تحمي صفوه أن تكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له … حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال النبي ﷺ: لا يفضض الله فاك، مرتين (٢).
(١) في نسب قريش للمصعب ٢٤٥: حاشته العرب.
(٢) أخرجه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني ٥/ ٨.