أعرابي فقال: يا رسول الله اقضني بكري، فقضاه بعيرًا مسنًّا، وقال:"إن خير القوم خيرهم قضاءً"(١).
وفي حديث أبي هريرة دليل على جواز التقاضي واستدل به على أنه يجوز التغليظ والتشديد بالقول على المديون الملي، ويشبه أن يقال: لا يجوز التغليظ والتشديد على المديون المليّ على الإطلاق؛ وإنما يجوز ذلك إذا وجد منه امتناع ومطل، فإنه حينئذٍ يكون متعديًّا على ما قال - صلى الله عليه وسلم -: "مطل الغني ظلم"(٢). وقال:"لي الواجد يحل عرضه وعقوبته"(٣) والنبي - صلى الله عليه وسلم لا يظلم فلم يكن الموضع موضع التشديد والتغليظ، إلا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتمله حلمًا وكرمًا منه.
[الأصل]
[٦٧٧] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا الثقة (٤) عن الليث، عن أبي الزبير، عن جابر قال: جاء عبد فبايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الهجرة ولم يسمع أنه عبد، فجاء سيده يريده، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بعه" فاشتراه
(١) رواه النسائي (٧/ ٢٩١)، وابن ماجه (٢٢٨٦)، والحاكم (٢/ ٣٥)، والبيهقي (٥/ ٣٥١). قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في "الإرواء" (٥/ ٢٢٤). (٢) رواه البخاري (٢٢٨٧)، ومسلم (١٥٦٤/ ٣٣) من حديث أبي هريرة. (٣) رواه أبو داود (٣٦٢٨)، والنسائي (٧/ ٣١٦)، وابن ماجه (٢٤٢٧)، وابن حبان (٥٠٨٩)، والحاكم (٤/ ١٠٢). قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. وحسنه الحافظ في "الفتح" (٥/ ٦٢)، وكذا الألباني في "الإرواء" (٥/ ٢٥٩). والليّ: المطل والتسويف، والواجد: الغني. (٤) زاد في الأصل: عن الثقة. وهو سبق قلم.