والحديث صحيح أخرجه مسلم (٢) عن زهير بن حرب وغيره، عن سفيان.
وعتمتُ بالإبل: أخرت حلابها أو المجيء بها إلى ظلمة الليل، والعتمة: ظلمة الليل، وأَعْتَمَ الرجل: دخل في الظلمة، ويقال أيضًا: عَتَم قِراه، أي: آخره، وعتمت الحاجة وأعتمت: تأخرت، وما عتم فلان إن فعل كذا، أي: ما لبث، وكانوا يسمون العشاء العتمة لتأخرها، فمنع النبي - صلى الله عليه وسلم - من تسميتها عتمة وأمر بأن تسمى العشاء كما ورد به القرآن، وقال الأزهري: كان أرباب الإبل في البادية يُريحون الإبل ثم [ينيخونها](٣) حتى يُعتموا أي: يدخلوا في العتمة (٤).
وكأن معنى الحديث: لا يغرنكم فعلهم هذا وتسميتهم هذه الصلاة عتمة حتى يؤخروها, ولكن صلُّوها إذا حان وقتها، ويدل على ما ذكره أن الشافعي أورد الحديث في باب وقت العشاء.
[الأصل]
[١١١] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة قالت: إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلي الصبح فتنصرف النساء متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس (٥).
(١) انظر "التاريخ الكبير" (٥/ ترجمة ٥٧٠)، و"الجرح والتعديل" (٥/ ترجمة ٦٨٤)، و"التهذيب" (١٥/ ترجمة ٣٥١٠). (٢) "صحيح مسلم" (٦٤٤). (٣) في "الأصل": ينتجونها. والمثبت من التخريج. (٤) انظر "النهاية" و"اللسان" مادة: عتم. (٥) "المسند" ص (٢٩).