ابن عباس فصلى بنا ركعتين في كل ركعة ركعتين (١)، ثم ركب فخطبنا فقال: إنما صليت كما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي، وقال "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شيئًا منهما خاسفًا فليكن فزعكم إلى الله"(٢).
[الشرح]
فيه أنه يصلى لخسوف القمر كما يصلى لخسوف الشمس، وفيه إطلاق الكسوف في القمر، وفيه أن في كل ركعة ركوعين، وفيه رعاية الجماعة حيث قال:"فصلى بنا" وأنه خطب بعد الصلاة، وأنه خطب راكبًا.
وقوله:"إنما صليت كما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي" يجوز أن يريد صلاته - صلى الله عليه وسلم - كسوف القمر، ويجوز أن يريد صلاته لخسوف الشمس ويقول: صليت لخسوف القمر كما رأيته يصلي لخسوف الشمس، وأنه - صلى الله عليه وسلم - أمر عند خسوفهما بالصلاة.
وقوله:"فليكن فزعكم إلى الله تعالى" يعني: إلى طاعته من الذكر والصلاة وغيرهما، وفي "صحيح البخاري"(٣) مسندًا عن أسماء قالت: لقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعتاقة في كسوف الشمس.
[الأصل]
[٣٤٨] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ أن الشمس كسفت فصلى رسول
(١) كذا في "الأصل" وفي "المسند": ركعتان، وكذا "الأم". (٢) "المسند" ص (٧٨). (٣) رواه البخاري (١٠٥٤).