لكن في حديث معاوية بيان أنه يقول مثل ما يقول في غير الحيعلتين وأما في الحيعلتين فيقول: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ وإنما كان كذلك لأن سائر الكلمات ذكر الله تعالى فيوافقه السامع فيها وهما دعاء إلى الصلاة، فلا يحسن من السامع حكايتهما (١/ ق ٥٩ - أ) ويقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، أي: لا قوة عليها إلا بتوفيق الله تعالى.
وقوله:"وإذا قال: أشهد أن محمدًا رسول الله قال: وأنا" يدل على أن هذِه السنة كما ينادي بإعادة كلمة الشهادة ينادي بقوله: وأنا، نظرًا إلى المعنى، وفي رواية أبي بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف عن أبي أمامة عن معاوية أنه اقتصر في الكلمتين علي قوله: وأنا.
وقوله:"ثم يسكت" يشبه أن يكون المراد أنه يسكت إلى أن يأتي المؤذن بالحيعلة، والموافقة في الكلمات إلا في الحيعلتين صحيحة من رواية عمر -رضي الله عنه- أيضًا (١)، ويستحب في الإقامة أن يقول مثل ما يقول المؤذن أيضًا إلا في قوله: قد قامت الصلاة فإنه يقول: أقامها الله وأدامها، روي ذلك عن أبي أمامة أو بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢).
[الأصل]
[١٢٣] أبنا الربيع، أبا الشافعي، أبنا سعيد بن سالم، عَنْ سُفْيَان الثوري، عن عبد الله بن محمَّد بن عَقِيلٍ، عن محمَّد بن علي ابن الحَنَفِيَّةِ، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطُّهُورُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ"(٣).
(١) أخرجها مسلم في "صحيحه" (٣٨٥/ ١٢). (٢) رواه أبو داود (٥٢٨) من حديث أبي أمامة. وضعفه ابن حجر في "التلخيص" (٣١٠)، والألباني في "الإرواء" (٢٤١). (٣) "المسند" ص (٣٤).