عوف [ليصلح](١) بينهم وحانت الصلاة، فجاء المؤذن إلى أبي بكر فقال: أتصلي للناس فأقيم؟ فقال: نعم، فصلى أبو بكر، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس في الصلاة فتخلص حتى وقف في الصف، فصفق الناس، قال: وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته، فلمّا أكثر الناس التصفيق التفت فرأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امكث مكانك، فرفع أبو بكر يديه فحمد الله على ما أمره به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذلك، ثم استأخر أبو بكر وتقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسول بالناس، فلما انصرف قال:"يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك؟ " فقال أبو بكر: ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما لي رأيتكم أكثرتم التصفيق، فمن نابه شيء في صلاته فليسبح فإنه إذا سبّح التفت إليه، وإنما التصفيق للنساء".
قال أبو العباس: أخرجت هذا الحديث في هذا الموضع وهو معاد إلا أنه مختلف اللفظ وفيه زيادة ونقصان (٢).
[الشرح]
قد سبق (٣) هذا الحديث وحكينا في شرحه أن أبا داود السجستاني روى في "سننه" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان قد قال لبلال وقت ذهابه إلى بني عمرو ابن عوف:"إن حضرت الصلاة ولم آتك فمر أبا بكر فليصل بالناس" وروى الشافعي -رضي الله عنه- الحديث في "الأم" في باب ترجمه "بباب الصلاة بغير أمر الوالي" وقال بعد الرواية (٤): ويجزيء أن يتقدم رجل بغير أمر
(١) في "الأصل": ليصل. والمثبت من "المسند" وقد سبق الحديث. (٢) "المسند" ص (٥٥). (٣) مر برقم (٢٠٠). (٤) "الأم" (١/ ١٥٦).