وعلى شمالها آخر يقال له ناعم، وذكر الشافعي والأصحاب أن عائشة كانت قد أحرمت بالعمرة لما خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم حاضت ولم يمكنها الطواف للعمرة، وخافت فوت الحج لو أخرت، فأمرها النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن تهل بالحج وتدخله على العمرة، وتفعل ما يفعل الحاج سوى الطواف، فإذا طهرت طافت عنهما جميعًا، واستدلوا بذلك على جواز إدخال الحج على العمرة قبل الطواف، قالوا: ثم إنها أحبت أن تنصرف بعمرة غير مقرونة بحج، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بإعمارها من التنعيم يبينه ما في "صحيح مسلم"(١) عن جابر قال: أقبلنا مهلين مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بحج مفرد وأقبلت عائشة مهلَّة بعمرة، حتى إذا كانت بسرف عركت حتى إذا قدمنا طفنا بالكعبة وبالصفا والمروة، فأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحل منا من لم يكن معه هدي، فواقعنا النساء وتطيبنا ولبسنا ثيابنا وليس بيننا وبين عرفة إلا أربع ليال، ثم أهللنا يوم التروية، ثم دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[على عائشة](٢) فوجدها تبكي فقال: "ما شأنك؟ "
قالت: شأني أني قد حضت وقد حل الناس ولم أحلل ولم أطف بالبيت، والناس يذهبون إلى الحج الآن.
فقال:"إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم فاغتسلي ثم أهلي بالحج" ففعلت ووقفت المواقف حتى إذا طهرت طافت بالكعبة والصفا والمروة، ثم قال:"قد حللت من حجك وعمرتك جميعًا".
فقالت: يا رسول الله إني أجد في نفسي أني لم أطف بالبيت حتى حججت.
قال:"فاذهب يا أبا عبد الرحمن فأعمرها من التنعيم" وذلك ليلة الحصبة.