في المرة الثانية معرَّفًا، لكنه لم يثبت ذلك ففي "الصحيحين" أن شريكًا قال: "فسألت أنسًا أهو الرجل الأول؟ قال: لا أدري".
والآكام: جمع أكمة وهي التل المرتفع من الأرض.
وقوله:"فانجابت عن المدينة" أي: انكشفت وتقطعت كالثوب الخلق يتقطع، وقيل: أي انفرجت مستدبرة حول المدينة فصارت المدينة فيها مثل الجَوْبَةِ (١) وهي التُّرْسُ، وأيضًا الوهدةِ (٢) المنقطعة عما علا من الأرض حولها، ويذكر أن ذلك الحديث كان حين دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - عليهم فقال:"اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف"(٣).
وكانت الشكاية من قلة المطر يوم الجمعة والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب، وكذلك الشكاية الثانية أفصحت الروايات بذلك في "الصحيحين"، وقوله:"من الجمعة إلى الجمعة" يشير إليه.
وقوله:"فادع الله فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" في "الصحيح" أنه رفع يديه وقال: "اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، اللهم اسقنا" ويروى بدله: "اللهم أغثنا" ثلاث مرات.
وفيه أنه يستحب الاستسقاء بالدعاء في خطبة الجمعة، وقد ذكر الأصحاب أن الاستسقاء أنواع منها: الدعاء المجرد من غير صلاة ولا خلف صلاة، ومنها: الدعاء عقيب الصلاة وفي خطبة الجمعة، ومنها:
(١) الجوبة: الحفرة المستديرة الواسعة، أي: حتى صار الغيم والسحاب محيطًا بآفاق المدينة. "النهاية" مادة: جوب. (٢) الوهدة: الهُوّةُ تكون في الأرض. "اللسان" مادة: وهد. (٣) أخرجه البخاري (١٠٠٦)، ومسلم (٦٧٥/ ٥٩٤) من حديث أبي هريرة.