والحديث صحيح، رواه مسلم في "الصحيح"(٢) عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن سفيان، وأبو داود (٣) عن مسدد عن سفيان عن سليمان، وفي الباب عن علي -رضي الله عنه-.
وفيه بيان النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، واللفظ في "صحيح مسلم": نهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا وفيه استحباب التعظيم في الركوع، وقد حمل ذلك على أن يقول: سبحان ربي العظيم ثلاثًا علي ما سيأتي الخبر فيه على الأثر، وفيه بيان استحباب الدعاء في السجود والاجتهاد والمبالغة فيه.
وقوله:"قال أحدهما: فيه من الدعاء" المراد منه شيخا الشافعي: ابن عيينة وإبراهيم، قال أحدهما: اجتهدوا فيه من الدعاء، وقدم الآخر لفظ الدعاء.
وقوله:"قمن أن يستجاب لكم" أي جدير وحري، وتفتح الميم من الكلمة وتكسر، فالفتح على المصدر وحينئذ فلا يثنى ولا يجمع، يقال: هما قَمِن أن يفعلا كذا وهم قمن، والكسر على النعت وحينئذ يقال: قَمِنَانِ وقَمِنُون؛ وإنما كان جديرًا بالإجابة لأن أقرب ما يكون العبد من ربه إذا سجد، كذلك رواه أبو هُرَيْرَةَ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٤).
(١) انظر "التاريخ الكبير" (٥/ ترجمة ٦٢١)، و"الجرح والتعديل" (٥/ ترجمة ٨٠٤)، و"التهذيب" (١٦/ ترجمة ٣٥٨٤). (٢) "صحيح مسلم" (٤٧٩/ ٢٠٧). (٣) "سنن أبي داود" (٨٧٦). (٤) أخرجه مسلم (٤٨٢/ ٢١٥) من طريق سمي، عن أبي صالح، عنه.