والحديث صحيح أخرجه البخاري (٢) عن إسماعيل بن أبي أويس، ومسلم (٣) عن يحيى بن يحيى، بروايتهما عن مالك، ورواه عن نافع كما رواه مالك: إسماعيل بن أمية، وفي الباب عن حذيفة، وابن عمر، والبراء، وعائشة -رَضِيَ الله عَنْهُا-.
والجرجَرةُ تطلق بمعنيين:
أحدهما: الصَّبُّ، ومن حمل اللفظ على هذا المعنى روى "نارَ جهنم" بالنصب، وبهذا قال الزجاج، ويؤيده ما في بعض الروايات:"يجرجر في بطنه نارًا من نار جهنم"(٤).
والثاني: الصوت، يقال: جَرْجَرَ الفحلُ إذا ردَّد صوتُه في حلقهِ، ومن هذا قيل: معناه: يُصوِّتُ، وروي "نارُ جهنم" بالرفع.
والخبر يدل على تحريم الشرب من آنية الفضة حيث علق الوعيد بالنار، والمعنى أن الشرب منها يقتضي إلى جررهِ النارِ في البطن، وبمثله فسر قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ في بُطُونِهِمْ نَارًا}(٥)(٦).
(١) انظر "معرفة الصحابة" (٦/ ترجمة ٣٧٥٠، ٤٠٣٨). (٢) "صحيح البخاري" (٥٦٣٤). (٣) "صحيح مسلم" (٢٠٦٥/ ١). (٤) أخرجها مسلم (٢٠٦٥/ ٢) من طريق عثمان بن مرة، عن عبد الله، عنها, ولفظه: "يجرجر في بطنه نارًا من جهنم" وليس عنده: "نار"، ولم أجدها عند غيره أيضًا والله أعلم. (٥) النساء: ١٠. (٦) رواه النسائي في "الكبرى" (رقم ٦٨٧٨)، وليس عنده محل الشاهد، والدارقطني (١/ ٤٠ رقم ١) وقال: إسناده حسن.