وقال الأعرج: سمعت أبا هريرة يقول: إنكم تقولون: إني أكثر عن رسول الله ﷺ، والله الموعد، كنت رجلا مسكينا أخدم رسول الله ﷺ على ملء بطني، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق، وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم، وقال رسول الله ﷺ يوما: من يبسط ثوبه فلن ينسى شيئا سمعه مني، فبسطت ثوبي، حتى قضى حديثه، ثم ضممته إلي فما نسيت شيئا سمعته بعد (٢).
وقال أبو معشر، عن محمد بن قيس قال: كان أبو هريرة يقول: لا تكنوني أبا هريرة، كناني رسول الله ﷺ: أبا هر، قال لي: ثكلتك أمك أبا هر، والذكر خير من الأنثى (٣).
وقال ابن سيرين: كان أبو هريرة أبيض لينا لحيته حمراء.
وقال ابن المسيب، عن أبي هريرة: شهدت خيبر مع رسول الله ﷺ.
وقال قيس بن أبي حازم عنه: جئت يوم خيبر بعدما فرغوا من القتال.
وقال ابن سيرين، عنه: لقد رأيتني أصرع بين القبر والمنبر من الجوع، حتى يقول الناس: مجنون.
وتمخط مرة بردائه فقال: الحمد لله الذي يمخط أبا هريرة في الكتان، لقد رأيتني وإني لأخر من الجوع، فيجلس الرجل على صدري، فأرفع رأسي، فأقول: ليس الذي ترى، إنما هو الجوع.
وقال أبو كثير السحيمي: حدثني أبو هريرة قال: والله ما خلق الله مؤمنا يسمع بي إلا أحبني، قلت: وما علمك بذاك؟ قال: إن أمي كانت مشركة، وكنت أدعوها إلى الإسلام، وكانت تأبى علي، فدعوتها يوما، فأسمعتني في رسول الله ﷺ ما أكره، فأتيته أبكي، وسألته أن يدعو لها، فقال: اللهم اهد أم أبي هريرة، فخرجت أعدو أبشرها، فأتيت فإذا الباب
(١) أخرجه الترمذي (٣٨٣٦)، من طريق الوليد بن عبد الرحمن، به، وقال: "هذا حديث حسن". (٢) أخرجه البخاري ١/ ٤٠ و ٣/ ١٤٣ و ٩/ ١٣٣، ومسلم ٧/ ١٦٦، وغيرهما من طريق الأعرج، به. (٣) أخرجه ابن عساكر ٦٧/ ٣١٣، وفي إسناده نجيح أبو معشر وهو ضعيف.