وارحم أخيات له مثله … جرعتهن السم والعلقما
وللمعتمد، وقد أحيط به (١):
لما تماسكت الدموع … وتنهنه القلب الصديع
قالوا: الخضوع سياسة … فليبد منك لهم خضوع
وألذ من طعم الخضو … ع على فمي السم النقيع
إن تستلب عني الدنا … ملكي وتسلمني الجموع
فالقلب بين ضلوعه … لم تسلم القلب الضلوع
قد رمت يوم نزالهم … أن لا تحصنني الدروع
وبرزت ليس سوى القميـ … ـص عن الحشى شيء دفوع
أجلي تأخر، لم يكن … بهواي ذلي والخشوع
ما سرت قط إلى القتا … ل وكان في أملي رجوع
شيم الأولى أنا منهم … والأصل تتبعه الفروع
ولأبي بكر محمد بن اللبانة الداني فيه قصائد سائرة، وكان منقطعا إليه؛ من ذلك (٢):
لكل شيء من الأشياء ميقات … وللمنى من مناياهن غايات
والدهر في صيغة الحرباء منغمس … ألوان حالاته فيها استحالات
ونحن من لعب الشطرنج في يده … وربما قمرت بالبيدق الشاة (٣)
انفض يديك من الدنيا وساكنها … فالأرض قد أقفرت والناس قد ماتوا
وقل لعالمها الأرضي: قد كتمت … سريرة العالم العلوي أغمات
وهي طويلة.
وله فيه قصائد طنانة، هي (٤):
تنشق رياحين السلام فإنما … افضّ بها مسكا عليك مختما
(١) الحلة السيراء ٢/ ٦٥ - ٦٦.
(٢) نقلها من وفيات الأعيان ٥/ ٣٢ - ٣٣.
(٣) قال ابن خلكان معلقًا: "هذا غلط فإن الشاه، بالهاء، الملك بالعجمي، وإذا كان كذلك فلا تسلم له القافية، لأنها على حرف التاء".
(٤) من الوفيات أيضًا ٥/ ٣٣ - ٣٤.