لم يرد في النصوص ما يدلُّ على أنه لا يصل على الطريقة المعتادة، وإنما الذي جاء فيه أنه من المجاعة رضاعًا؛ فالآن لو أن امرأةً وضعت حليبها في هذا الثدي الصغير الان الذي صار يُصنع، ثم امتصَّه الغلام، هو نفسه. وسيأتي بعد قليل الخلاف في لبن الميتة، هل يُحرِّم أم لا؟
الواقع أنه لم يرد في النصوص ما يدلُّ على التفريق؛ لأن هذا الحلق إنما هو مجرى، فهناك المريء وهناك الحلقوم، فيمشي إلى أن يصل إلى المعدة فيستقر فيها، ثم بعد ذلك يتغذَّى منه الجسم.
وهذا اللَّبن يُسمَّى بالغذاء، وهذا من حكمة الله سبحانه وتعالى، أن ذلك الدم الذي كان في هذه المرأة تحول إلى هذا اللبن الأبيض الذي جعله الله سبحانه وتعالى غذاءً لهذا الطفل.
وهذا هو رأي أكثر العلماء، وفي نظرنا أن هذا هو الأقرب لروح
= ووجور في فم كرضاع) في تحريم. ولوصول اللبن بذلك إلى جوفه. كوصوله بالارتضاع وحصول إنبات اللحم وإنشاز العظم به كما يتحصل بالرضاع، والأنف سبيل لفطر الصائم فكان سبيلًا للتحريم كالرضاع بالفم. (١) يُنظر: "المغني" لابن قدامة (٨/ ١٧٣) حيث قال: والثانية لا يثبت بهما التحريم. وهو اختيار أبي بكر. (٢) وهو مذهب عطاء الخراساني وداود الظاهري. (٣) وهم الجمهور وأكثر العلماء.