إن علة الجمع بين المغرب والعشاء في أول وقت العشاء: أن ينام الناس ويرتاحوا، ويقوموا مبكرين لأداء صلاة الصبح، ثم يتفرغوا بعد ذلك لدعاء اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- وذكره عند المشعر الحرام؛ استجابة منهم لقوله -عَزَّ وَجَلَّ-: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ}.
فهناك إفاضة أُخرى من المزدلفة إلى عرفة، وهي في مكان يعرف بوادي محسِّر (١).
ولما وصل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ومن معه، إلى هذا الوادي حض المسلمين على الإسراع (٢)، وقد اختلف العلماء في سبب ذلك على أقوال؟
(١) وادي محسر -بضم الميم، وفتح الحاء المهملة، وكسر السين المهملة المشددة، وراء-: موضع فاصل بين مزدلفة ومنى، وسمي به لأن فيل أصحاب الفيل حسر فيه. انظر: "مغني المحتاج"، للخطيب الشربيني (٢/ ٢٦٧). (٢) أخرج مسلم (٢٩٢٢) عن جابر قال: ". . . فحول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يده من الشق =