الأعراب هم من يسكنون البادية وهم معروفون بالجرأة؛ ولذلك لما نزل قول الله تعالى:{لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}[المائدة: ١٠١] وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنما هلك من كان قبلكم لكثرة سؤالهم" (١) كان الصحابة -رضي الله عنهم- يتوقفون عن سؤال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض الأمور والرسول يخشى أن يُسأل عن أمر فيُفرض عليه، فكانوا يُسَرُّون إذا جاء الأعرابي فيدفعونه -وربما أكرموه- ليسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بعض الأمور (٢).
- قوله:(قَالَ: يَا رَسُولَ الله، أَنْشُدُكَ الله إِلَّا قَضَيْتَ لِي بِكِتَابِ الله؟).
يعني يسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يحكم بينهما بكتاب الله.
وصف الثاني بأنه كان أفقه منه، وفي الحديث: "من يُردِ اللهُ به خيرًا يُفَقهه في الدِّين" (٣) يعني: من توفيق الله سبحانه للعبد أن يكون على فقهٍ
(١) أخرجه البخاري (٧٢٨٨)، ومسلم (١٣٣٧). (٢) معنى حديث أخرجه مسلم (١٢) عن أنس بن مالك، قال: "نهينا أن نسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن شيء، فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل، فيسأله، ونحن نسمع … " الحديث. (٣) أخرجه البخاري (٧١)، ومسلم (١٠٣٧).