(٥) هو دم كَتَبه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى على بنات آدم؛ كما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري، وغيره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كتَبَهُ اللهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ"(١).
[سبب تسمية دم الحيض بهذا الاسم]
نص الفقهاء على أنه سُمِّى حيضًا، لسيلانه، تقوله:"حَاضَتِ المرأة تَحِيض حَيْضًا ومَحِيضًا"، يعني: سال دمها، ويقال:"حاض الوادي": إذا سال.
فأصل كلمة الحيض: هو السيلان، هذا هو المراد بالحيض في لغة العرب (٢).
تسمية مَنْ ينزل عليها دم الحيض:
المرأة يقال عنها كما يقول الفقهاء: امرأة حائض، ولا يقال: حائضة، لأن حائض إنما هو وصف خاص بالمؤنث، ولا يوجد لبس فيه؛ لأنه لا يقال: رجل حائض.
وقد أجاز بعض أهل اللغة قول: حائضة (٣)، وَلَكن المشهور المعروف أن يقال: امرأة حائض (٤).
(١) جزء من حديث أخرجه البخاري (٢٩٤)، ومسلم (١٢١١). (٢) "الحيض": دم يرخيه رحم المرأة بعد بلوغها في أوقات معتادة، وأصله من حاض السيل وفاض إذا سال. وحيضات السيول: ما سال منها، وكأن دم الحيض سمي حيضًا؛ لسَيَلانه من رحم المرأة في أوقاته المعتادة". "الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي" (ص ٤٦)، وانظر: "لسان العرب" لابن منظور (٧/ ١٤٢). (٣) حَاضت المرأة تحيض حيضًا ومحيضًا، فهي حائض وحائضة أيضًا، عن الفراء. يُنظر: "الصحاح" للجوهري (٣/ ١٠٧٣). (٤) يُنظر: "الكتاب" لسيبويه (٣/ ٣٨٣)، حيث قال: "باب ما يَكُون مذكَرًا يوصف به المؤنَّث، وذلك قولك: امرأةٌ حائضٌ، وهذه طامثٌ، كما قالوا: ناقة ضامرٌ، يوصف به المؤنَّث وهو مذكر، فإنَّما الحائض وأشباهه في كلامهم على أنَّه صفة شيءٍ، والشيءُ مذكرٌ، فكأنهم قالوا: هذا شيءٌ حائضٌ، ثمَّ وصفوا به المؤنَّث كَمَا وصفوا المذكر بالمؤنَّث، فقالوا: رجلٌ نكحةُ".