جابر بن سمرة:"أنه صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة العيدين غير مرة ولا مرتين، وأنه - صلى الله عليه وسلم - ما كان يؤذن لهما ولا يقيم"(١).
والأذان مشتمل على عقيدة التوحيد وهو مشروع للصلاة، والصلاة كما هو معلوم إنما فرضت بمكة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما عُرِج به إلى السماء السابعة، وفُرِضت عليه أول الأمر خمسين صلاة؛ لكنه ما زال - صلى الله عليه وسلم - يتردد بين ربه وموسى يطلب التخفيف حتى قال الله -سبحانه وتعالى-: "هي خمس في العمل، خمسون في الأجر لا يبدل القول لدي"(٢)، ولا شكَّ أن هذه من رحمة الله -سبحانه وتعالى- بهذه الأمة أن فرض علينا خمس صلوات، وهي قليلة إذا ما قورنت بالوقت الذي نمضيه في كل يوم؛ لكن الله -سبحانه وتعالى- منح هذه الأمة، وخصَّها بخصائص، وميَّزها بمزايا لا توجد في غيرها، ومن ذلك قوله تعالى:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}[آل عمران: ١١٠].
وهذه من الأمور التي ينبغي أن يتناصح الناس بها بعضهم بعضًا؛ لأنه إذا ما أصلح الله على يديه رجلًا واحدًا أحب إليه من حمر النعم، كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - لعليّ بن أبي طالب عندما أرسله إلى خيبر:"فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم"(٣)، والصلاة فرضت على المسلمين بمكة وكان المسلمون في مجتمع مشرك يحاربونهم، وقد أذن الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين بالهجرة إلى المدينة، وكان من أول أعمالهم بناء مسجد قباء، وكان في السنة الأولى.
[كيفية مشروعيته، ومتى شرع الأذان؟]
شرع الأذان في السنة الأولى بعد أن تمَّ بناء مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما ورد ذلك في حديث عبد الله بن زيد، وهذا الحديث كان في السنة