لا خِلَافَ بين العلماء في أن تكون المرأة مفتيةً أو معلمةً؛ لأن العلم ليس محصورًا في الرجال، وكَمْ من العلماء الذين تلقَّوا علمهم على بعض النساء الصالحات، وكانت عائشة - رضي الله عنها - من حُفَّاظ أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن فقهاء الصحابة، وكان الصحابة - رضي الله عنهم - يرجعون إليها في معرفة كثيرٍ من
(١) مَذْهب المالكية، يُنظر: " المقدمات الممهدات " لابن رشد الجد (٢/ ٢٥٩) حيث قال: " فَعَلى هذا القول العدالة مشترطة في صحة الولاية؛ كالإسلام، والحرية، والبلوغ، والعقل، والذكورة، على مذهبنا ". ومذهب الشافعية، يُنظر: " منهاج الطالبين " للنووي (ص ٣٣٦) حيث قال: " وشرط القاضي: مسلم مكلف حر ذكر عدل سميع بصير ناطق كاف مجتهد ". ومَذْهب الحنابلة، يُنظر: " الإقناع " للحجاوي (٤/ ٣٦٨) حيث قال: " … أن يكون بالغًا عاقلًا ذكرًا حرًّا ". (٢) يُنظر: " الاختيار لتعليل المختار " لابن مودود الموصلي (٢/ ٨٤) حيث قال: " ويجوز قضاء المرأة فيما تقبل شهادتها فيه إلا أنه يكره لما فيه من محادثة الرجال ". (٣) يُنظر: " الذخيرة " للقرافي (١٠/ ٢١) حيث قال: " وجوز الطبري مطلقًا ". (٤) ما في " التلقين " للقاضي عبد الوهاب (ص ٥٣٠) هو قوله: " ولا يكون الحاكم عبدًا، ولا امرأةً ".