للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعناقهم وتمنَّى كلُّ واحد منهم أن يكون هو حامل اللواء وأن يُجرِّد سيفه للقتال في سبيل الله.

فالرسول - صلى الله عليه وسلم - سأل عن عليِّ بنِ أبي طالب فقيل: إنه أرمد، فطلبه فبصق في عينه فشُفِي، ولكل واحد من الصحابة - رضي الله عنهم - من محاسن ومن فضائل، وأفضلهم أبو بكر - رضي الله عنه - فلو وُزِن إيمانه بإيمان الأمة لرجح إيمانه (١)، وهو الذي قال عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "سُدُّوا علِيَّ هذه الخوخة (٢) إلا خوخة أبي بكر" (٣). وقال أيضًا - صلى الله عليه وسلم -: "لو كنتُ متَّخذًا خليلًا لاتخذت أبا بكرٍ خليلًا" (٤). وجاء بعده عمر فقال عنهما - صلى الله عليه وسلم -: "اقتدوا باللَّذين من بعدي أبي بكر، وعمر" (٥).

هذه قضايا مهمة نعرض لها؛ ففينا مَن يحتاج إلى المواعظ أكثر مما يحتاج إلى المسائل.


(١) أخرجه ابن عدي في "الكامل" (٥/ ٣٣٥)، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح". قال الألباني: "منكر". انظر: "السلسلة الضعيفة" (٦٣٤٣).
وصحَّ موقوفًا من قول عمر، أخرجه البيهقي في "الشعب" (١/ ١٤٣)، عن هزيل بن شرحبيل، قال: قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح بهم". قال العراقي: "إسناده صحيح". انظر: "تخريج أحاديث الإحياء" (ص ٦٤).
(٢) "الخوخة": باب صغير كالنافذة الكبيرة، وتكون بين بيتين ينصب عليها باب. انظر: "النهاية" لابن الأثير (٢/ ٨٦).
(٣) أخرجه البخاري (٤٦٧) عن ابن عباس، قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي مات فيه، عاصب رأسه بخرقة، فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: " … سدُّوا عني كلَّ خوخة في هذا المسجد، غير خوخة أبي بكر".
(٤) أخرجه البخاري (٣٩٠٤) ومسلم (٢٣٨٢) واللفظ له: عن أبي سعيد، .. وفيه " … وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أمن الناس عليّ في ماله وصحبته أبو بكر، ولوكنت متخذًا خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن أخوة الإسلام … "" الحديث.
(٥) أخرجه الترمذي (٣٦٦٢) وحسنه الألباني في "المشكاة" (٦٠٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>