حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حَجاجٌ، عن ابن جُريجٍ، قال: لما نزَلت ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾. قال إبليسُ: أنا مِن ذلك، من "كلِّ شيءٍ" قال اللَّهُ: ﴿فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (١٥٦)﴾ الآية. فقالت اليهودُ: نحن نتَّقى ونؤتى الزكاةَ. فأَنزَل اللَّهُ: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ﴾. قال: فعزَلها (٣) اللَّهُ عن إبليسَ وعن اليهودِ، وجعَلها لأُمةِ محمدٍ، فسأكتُبها للذين يتَّقون مِن قومِك (٤).
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدُ، عن قتادةَ قولَه: ﴿عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾. فقال إبليسُ: أنا مِن ذلك الشئِ. فأنزَل اللَّهُ: ﴿فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾ معاصىَ اللَّهِ، ﴿وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ﴾. فتَمْنَّتْها اليهودُ والنَّصارى، فأنزَل اللَّهُ شرطًا وثيقًا بيِّنًا، فقال: ﴿الَّذِينَ
(١) في ص م، ت ١، ت ٢، س، ف: "فلما". (٢) أخرج أوله ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٥٧٩ (٩٠٥٠)، من طريق سفيان به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٣٠ إلى أبى الشيخ. (٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "نزعها". (٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٣٠ إلى ابن المنذر وأبى الشيخ.