ابْنِ عَبَّاسٍ:"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَكَحَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ"(١)، وَهُوَ حَدِيثٌ ثَابِتُ النَّقْلِ خَرَّجَهُ أَهْلُ الصَّحِيحِ، وَعَارَضَهُ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ عَنْ مَيْمُونَةَ:"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَزَوَّجَهَا وَهُوَ حَلَالٌ"(٢)).
اختلفوا في تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - ميمونةَ، والأكثرون على أنَّه تزوجها حلالًا عام عُمْرة القضاء، وظَهَر أمرُ تزويجها وهو مُحْرِم، ثم بنى بها وهو حلال.
قالوا: إنَّ حديث ابن عباس هو عبارة عن حكاية فعل، ومثل هذا
(١) أخرجه البخاري (١٨٣٧)، ومسلم (١٤١٠/ ٤٦). (٢) أخرجه مسلم (١٤١١/ ٤٨) وغيره. (٣) أخرجه الترمذي (٨٤١) وغيره عن أبي رافع قال: "تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ميمونة وهو حلال، وبنى بها وهو حلال، وكنت أنا الرسول فيما بينهما". وصحح الألباني شطره الأول في "إرواء الغليل" (٥/ ٢٨٣ - ٢٨٤). (٤) أخرجه مالك في "الموطأ" (١/ ٣٤٨) عن سليمان بن يسار: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا رافع ورجلًا من الأنصار فزوجاه ميمونة بنت الحارث، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة قبل أن يخرج". (٥) أخرجه مسلم (١٤١١/ ٤٨) وغيره. (٦) الحديث أخرجه مسلم (١٤٠٩/ ٤١) وغيره من طريق مالك.