أدخل المؤلف قول أبي حنيفة مع قوله مالك، وجاء بقضية إكمال الشعر وكمال الخَلق وذكر ما يتعلَّق بالحياة (٢)، أي: كونه خرج من بطن أمه ميِّتًا فلا يؤكل، فنجيب بأنَّ الذي أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث هو الذي أحل لنا هذا.
كل ما ذكره العلماء في هذه المسألة إنما هو احتياطًا، لكن أن يقال: بأنه لا يجوز أكله لأن الحديث عام، فهذه دعوى لا دليل عليها، فنبقى عند ظاهر النص، طالما أن النص لم يعارض بدليل مساوٍ له أو أقوى منه.
(١) تقدَّم تخريجه. (٢) وقصد المؤلف الاستدلال للقولين معًا، فالمالكية وإن قالوا بأن الجنين إن خرج ميتًا أُكل إلا أنهم اشترطوا نبات الشعر وتمام الخلقة فهذا دليل الحياة عندهم وأنه مات بالذكاة، كما سيبين. (٣) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (١٤/ ٥٠٠)، عن نافع، عن ابن عمر، قال في الجنين: "إذا خرج ميتًا، وقد أشعر، أو وبر فذكاته ذكاة أمه". (٤) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (٤/ ٥٠٠). (٥) أخرجه الدارقطني (٥/ ٤٨٩)، وصحح وقفه.