فمُنْذُ أنْ تَحوَّل إلى المدينة لم يسجد، وابن عباس -رضي اللَّه عنهما- كَانَ حِينَئذٍ صغيرًا، وحديث أبي هريرة كان متأخرًا، وهو نصٌّ في هذه المسألة، ومثلهما حديث عبد اللَّه بن مسعود -رضي اللَّه عنه-.
يقصد به ابن عبد البَر الإمام المشهور، وَصاحب كتاب "التمهيد"، و"الاستذكار"، وغَيْرها من كتب الرجال.
فابن عبد البَرِّ -رحمه اللَّه- يَرَى أن الذي روى سجود رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (وهو أبو هريرة) لم يصحب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلا في المدينة، وقد ثبت في "الصحيحين" عنه أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سَجَدَ في المفصَّل، وفي الانشقاق، وفي الحديث الآخر في "صحيح مسلم": سجد في الانشقاق، وفي (اقرأ)،
(١) أخرجه أبو داود (١٤٠٣)، وضعفه الألباني. (٢) يُنظر: "الاستذكار" لابن عبد البر (٢/ ٥٠٥)؛ حيث قوله: "وهذا حديث منكر؛ لأن أبا هريرة لم يصحبه إلا بالمدينة وقد رآه يسجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)} و {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (٣)} العلق، وحديث مطر لم يروه عنه إلا أبو قدامة وليس بشيء".