أمَّا حديث سَمُرة فقد ورد فيه أنَّ الناس قد ازدحموا على المسجد (١)، وأن الناس دفعوه، ولهذا ربما كان بعيدًا عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فلم يدرك ما قرأ.
وأمَّا الفريق الأول -وهم الأكثر- فتأولوا أدلة الفريق الثاني، وقالوا: إنَّها محمولة على القراءة في خسوف القمر؛ لأنها جاءت في بعض الروايات محمولة على القراءة في كسوف الشمس.
هذا الحديث الذي قال عنه:(الثَّابِتِ): حديث متفق عليه، والمؤلف له مصطلحاته، وهو القائل:"إذا قُلتُ: المشهور فهو مُتَّفقٌ عليه، والثابت: أخرجه أحد صاحِبَي "الصحيحين"، ولكنه -أحيانًا- يَخرق هذه القاعدة، فهو قال: حديث ثابت، مع أنه مُتفقٌ عليه.
هذا نصٌّ في المسألة، وأنه قام إلى جنب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فلم
(١) أخرجه النسائي (١٤٨٤) عن ثعلبة بن عباد العبدي -من أهل البصرة-: "أنه شهد خطبة يومًا لسمرة بن جندب، فذكر في خطبته حديثًا عنِ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال سمرة بن جندب: بينا أنا يومًا وغلام من الأنصار نرمي غَرَضين لنا على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، حتى إذا كانت الشمس قِيد رمحين أو ثلاثة في عين الناظر من الأفق اسوَدِّت، فقال أحدنا لصاحبه: انطلق بنا إلى المسجد، فواللَّه ليحدثن شأن هذه الشمس لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في أُمَّته حدثًا، قال: فدفعنا إلى المسجد، قال: فوافينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حين خرج إلى الناس. . . "، الحديث، وضعفه الألباني في "ضعيف النسائي". (٢) أخرجه البخاري (١٠٥٢)، ومسلم (٩٠٧). (٣) سبق تخريجه.