الإمام كما هو معلوم بشر ورسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد سها في صلاته (١)، فما بالك بغيره! فالإمام قد يسهو لأنه قد يفكر في أمر من الأمور، وقد يشغله أمر من الأمور، فالذي ينبغي للمأمومين نحو إمامهم أن ينبهوه بقول: سبحان اللَّه!
فإن كان المصلون رجالًا قالوا: سبحان اللَّه! وإن كنَّ نساءً صفَّقْنَ؛ أي: تضرب بكفها الأيمن على كفها الأيسر (٢)، هذه هي السنة في ذلك، وقد وردت في ذلك عدة أحاديث عن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-.
منها: أن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"من نابه شيء في صلاته فليقل: سبحان اللَّه"(٣)، هذا أمر بالقول.
وفي الحديث الآخر: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"إذا نابكم في صلاتكم شيء فليسبح الرجال وليصفق النساء"(٤).
وقد اختلف العلماء في ذلك:
فمنهم من قال: إن الرجال في حالة سهو الإمام يسبحون، والنساء يصفقن (٥).
ومنهم من قال: إن التسبيح مطلوب من الكل رجالًا كانوا أو نساءً (٦).
(١) كما في حديث ذي اليدين وقد سبق. (٢) التصفيق: ضرب أحد صفقي الكفَّيْن على الآخر. انظر: "الفائق في غريب الحديث"، للزمخشري (٣/ ٢٣٤). (٣) تقدَّم تخريجه. (٤) تقدَّم تخريجه. (٥) ستأتي. (٦) ستأتي.