للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يتورعون، فلذلك وفِّقوا للعلم والنَّشر حتى بقي اسمهم إلى يوم القيامة (١).

حكي أنَّ والده وعدَه بألف دينار عند تمام حفظه "المبسوط"، وكذلك لأخيه، فلما حفظه دفع المال لأخيه، وقال له: يكفيك حفظ "المبسوط"، فخرج مغاضبًا في بعض البلاد، فمرَّ بطبَّاخ، فاستطعمه، فلم يطعمه، فحثى ثلاث حثيات من الرَّماد في فيه، فرآه من كان حاضرًا فعرفه، وقال له هذا إمام الدُّنيا، ثم انتهى به السفر إلى أن دخل، بخاري وعقد (مجلسًا للإملاء) (٢).

ومات ببخارى سنة إحدى وثمانين وثلاثمئة.

هذه الحكاية ذكرها عبد القادر في "الجواهر المضية"، ثم ذكر عقيب هذه حكاية لا تكاد تصح، وهي أنَّ أبا بكر محمَّد بن الفضل وجد قاضي خان ببخارى كان يتكلَّم فوق المنبر، وبين يديه العلماء يكتبون ما يملي عليهم، فذكر قاضي خان مسألة خلافية بين أبي يوسف وبين محمد، فعكس قول أبي يوسف جعله عن محمد، وقول محمَّد جعله عن أبي يوسف، فقال له أبو بكر: اعكس، فقال له قاضي خان: وإن لم أعكس، قال أبو بكر: إن لم تعكس يرد على قول أبي يوسف كذا وكذا، ويرد على قول محمَّد كذا وكذا، وذكر عدة مسائل فنون فنزل قاضي خان عن المنبر، واعتنقه، وقال له: يا سيدي لعلك تكون ابن الفضل الكَمَاري، قال: نعم، قال: أنت أحق بهذا المجلس منِّي.

فأنى يصح هذا! فإنّ قاضي خان قام (٣) ينشر العلم فيما بين الخمسين وستمئة، وأبو بكر هذا مات في سنة إحدى وثمانين وثلاثمئة.


(١) ض، أ، ع: القيمة. ولعل الصواب ما أثبتناه.
(٢) ص: (مجلس للإملاء). أ: (مجلس الإملاء).
(٣) ساقطة من: أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>