للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[٨٠٨ - الشَّيخ بالي الصُّوفْيَوِي (١)]

الشَّيخ العارف الرَّباني، والمرشد الكامل الصَّمداني، جامع علمي الحقيقة والشَّريعة، وعارف فنون التَّصوُّف، وشارح أصول الطريقة، ذو العلم النَّافع، والعمل الرَّافع، الشَّيخ بالي الصُّوفْيَوِي.

أخذ الذِّكر والتَّلقين عن الشَّيخ قاسم جلبي المذكور آنفًا، ولبس التَّاج من يده، وبلغ عنده رتبة الكمال، واختلى عنده خلوات كثيرة، فظهرت منه الحالات العجيبة، وكان له كرامات عيانية ومعنوية، وكان شهده كثير من فقرائه، وله شمول كلي على مسائل العلوم، وكان ماهرًا في الباطن والظاهر، جمع بين الشَّريعة والحقيقة، وشرح أحسن الشروح أصول الطريقة.

له "شرح الفصوص"، وهو أحسن شروحه، حلَّ فيه شبهات أهل الظاهر، وله رسالة فيها مؤاخذات لطيفة على المولى الفاضل شيخ محمَّد بن (٢) جوي، وهذا الفاضل كثير الطَّعن للشيخ الأكبر في أقواله، سيَّما في "فصوصه"، والشَّيخ الرَّباني بالي الصُّوفْيَوِي وجَّه بأحسن الجواب، وأتى بالشَّيء العجاب وفصل الخطاب، وقد ذكرنا بعضًا منها في ذكر الشَّيخ محيي الدِّين العربي في قلب الكتيبة الثانية عشر.

وله رسالة في السلوك وأطوار المقامات، وسمَّاها بـ "أصول الفقر"، وهي رسالة لطيفة.

وكان قدس سرُّه مرشدًا كاملًا، (جلس جمعٌ كثيرٌ بإرشاده مقام الإرشاد، واقتبس


(١) انظر ترجمته في "الشقائق النعمانية" لطاشكبري زاده (ص: ٣١٧)، و"هدية العارفين" للباباني (١/ ١٢٣).
(٢) ساقطة من النسخ التي بين أيدينا؛ ولعل الصواب ما أثبتنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>