وفي (١)"ثمرات الأوراق" عن البعض: سمعت يحيى بن أكثم (٢) القاضي يقول:
إنما الدنيا طعام ومُدام وغُلام … فإذا فاتك هذا فعلى الدُّنيا السَّلام
قال البعض: قال وأنا أقول: إنَّ الغلام أخفَّ مؤنة، وأكثر معونة، في الخلوة أهل، ومع النداما نديم، وفي الطريق صاحب.
روي أنه لما عزل إسماعيل بن حمَّاد عن قضاء البصرة شيَّعوه، وقالوا: عففْتَ عن أموالنا ودمائنا، فقال إسماعيل: وعن أبنائكم، يعرِّض بيحيى بن أكثم في محبَّة الصِّبيان.
والظن الغالب أنَّ ما يرميه النّاس به بعيد عنه كما عدَّله عبد الله بن أحمد بن حنبل، فقال: ما عرفت فيه بدعة، كما نقلته في أوَّل ذِكْره.
* * *
[قلب هذه الكتيبة]
[١٥٦ - السَّري السَّقَطي (٣)]
سري بن المُغَلِّس السَّقَطي، قدَّس الله تعالى سرَّه العزيز.
كان يكنى بأبي الحسين.
ربَّاه معروف الكَرْخي وأرشده، وهو أخذ التَّصوف والنِّسبة والتَّلقين عن معروف الكَرْخي.
وهو من أصحاب الطبقة الثانية في التصوف، وأكثر أرباب التصوف يقتحمون طريقتهم بالنسبة إليه، إلى معروف الكَرْخي، إلى داود الطائي، إلى حبيب العجمي،