عبدًا فكان أبق أو سرق أو بال في الفراش عند البائع في كبره، ولم يبل عند المشتري؛ قال أبو بكر ابن سعيد البَلْخِي: له أن يردَّه، وقال أبو بكر الإِسْكاف: لا يرده ما لم يعد عند المشتري، وهو الصحيح، انتهى.
مات أبو بكر ابن سعيد سنة ثمان وعشرين وثلاثمئة.
وكان أبو بكر الأعمش فاق على أقرانه في الفقه وزاحم أستاذه الإسكافي في الفتوى.
وفي "شرح مختصر الطَّحَاوِي" قال: ولم يرد على أصحابنا في مسح العنق شيء، وروي عن الفقيه أبي بكر الأعمش: أنه كان يعيب القوم في مسحهم العنق، ويقول: ليس ذلك من وظائف الوضوء، وحكي عن الفقيه أبي جعفر الهِنْدُوَاني: أنه كان يقول: هو عندي سنة؛ لأنَّه روي عن ابن عُمَر أنه كان يمسح عنقه، ويقول: اللهمَّ لا تغلَّ عنقي بالنَّار (١)، وقال في "التحفة" للسَّمرقندي: وأما مسح الرقبة قال أبو بكر الأعمش: إنه سنة، وقال أبو بكر الإِسْكاف: إنه أدب.
ثم كان يتفقه عليه تلامذة أستاذه كأبي جعفر الفقيه الهِنْدُوَاني.
مات قبل أن ينتهي إلى أقصى الشيخوخة، ﵀.
* * *
[٢١٥ - أبو بكر محمَّد بن الفضل البُخاري (٢)]
الشَّيخ الإمام الكبير الفقيه الجليل أبو بكر، محمَّد بن الفضل، البُخاري، الكَمَاري.