صيحة عظيمة واضطرب، وقام ودخل الحلقة ورقص وصفَّق، وشرع في الذكر. حتى قمت عن غير اختيار ودخلت الحلقة، وشرعت في الذِّكر، وظهر للشيخ جذبة عظيمة في هذا المجلس.
ونحن وأهل الصحبة في هذه الحالة إذ دخلت على المجلس طائفة سكارى وفي أيديهم ظروف الخمر وآلات اللهو، كانوا يصيحون ويرقصون، فلما دخلت هذه الطائفة وسمعوا نقرة الشَّيخ وصفقته عرض عليهم الرَّعدة والاضطراب كسروا الآلات وألقوا الظروف بالخمور إلى جانب الزقاق، ودخلوا حلقة الذكر.
ثم قطع الشَّيخ الذكر وقرأ الفاتحة، وبعد الفاتحة هذه الطائفة باسوا يد الشَّيخ وتابوا بين يديه ولازموا خدمته، ثم (١) سألنا من هذه الطائفة: ما كان الداعي لمجيئكم المجلس في ذلك الوقت؟ قالوا: قد كنا مشغولين بفسقنا فانجذبنا انجذابًا شديدًا إلى مجلس الشَّيخ هذه (٢) الليلة بغتة، وما قدرنا على أنّ نقعد بمجلسنا لحظة حتى جئنا وتشرَّفنا بشرف، صحبته، وتبنا إلى الله، والحمد لله.