كانت أمه أم سُليم بنت مِلحان، امرأة أبي طلحة، أتَتْ [به] النبيَّ ﷺ حين قدم المدينة (وهو ابن ثمان سنين)(٢)، فخدمه إلى أن قبض الرَّسول ﷺ.
ودعا له وقال:"اللهم ارزقه مالًا وولدًا وبارك له"(٣). قال أنس: فإنِّي لمَن أكثر الأنصار مالًا وولدًا. (حكي أنَّه قد وُلِد من صُلْبه إلى مقدم الحَجَّاج بضعًا وعشرين ومئة ولد)(٤). قيل: ثلاثة من أهل البصرة لم يموتوا حتى رأى كلٌّ منهم مِنْ صلبه مئة ولد (٥) ذكر، وهم: خليفة بن ثور، وأبو بكرة، وأنس بن مالك.
وانتقل أنس في خلافة عمر ﵄ إلى البصرة ليفقِّه الناس، وعمّر عمرًا طويلًا، وهو آخر من مات بالبصرة من أصحاب رسول الله ﷺ، وكانت وفاته سنة إحدى - وقيل: ثلاث - وتسعين قبل موت الحجَّاج بِسَنتين.
(قال ابن قتيبة في "المعارف") (٦): قال الواقدي: آخر من مات بالكوفة من الصحابة عبد الله بن أبي أوفى سنة ست وثمانين، وآخر من مات من الصحابة