[وقال: صم [عن] الدنيا، وأفطر على الموت؛ لتشريك الرضوان من الجنة فتخرج من الدنيا ريَّانًا.
وكان في علم الشّريعة من المجتهدين، وفي علم الآخرة من علماء اليقين.
قال ابن قتيبة: جلس في بيته عشرين سنة، ومات في سنة خمس وستين ومئة.
قال الفضل بن دكين: حضرت في جنازته، فما رأيتها من كثرة الخلق] (١).
* * *
[١٢٥ - الحبيب العَجَمِي (٢)]
والثاني: الحبيب العَجَمِي، ويكنى أبا محمَّد الفارسي.
أخذ الطريقة عن الحسن البصري، وهو ثالث الوسائط بين معروفٍ والنبي ﷺ، ورابعه علي بن أبي طالب، أخذ الحسن هذا العلم عن علي ﵁، وهو عن رسول الله ﷺ.
[قال أبو طالب المكِّي في "قوت القلوب": لما دخل علي ﵁ البصرة جعل يخرج القصَّاص من المسجد، ويقول: لا يُقَصُّ (٣) في مسجدنا، حتى انتهى إلى الحسن وهو يتكلَّم في هذا العلم، فاستمع إليه، ثم انصرف ولم يخرجه (٤).