الشَّيخ الإمام أبو نصر محمَّد بن محمَّد بن سلام البَلْخِي.
في كتب الفتاوى تارة يذكر باسمه محمَّد بن سلام، وتارة بكنيته أبو نصر بن سلام، وتارة بهما، والجميع لهذا الإمام الكبير، صاحب الطبقة العالية، حتى روي أنَّ أصحابنا عدُّوه من أقران أبي حفص الكبير البُخاري، وما وقع في بعض المحل نصر بن سلام فقط من النَّاسخ أسقط لفظ "أبو"، والمراد به: أبو نصر محمَّد بن سلام لا غير.
فإن أصحابنا ذكروا الخلاف في مسألة إذا قال لزوجته:"أنت طالق لا قليل ولا كثير" يقع الثلاث، وحكى بعضهم عن نصر بن سلام، (وبعضهم عن محمَّد بن سلام)(٢)، وبعضهم عن أبي نصر بن سلام، وبعضهم عن أبي نصر محمَّد بن سلام أنها تطلق ثلاثًا، وهذه الحكايات تدل على أنّ نصر بن سلام: أبو نصر بن سلام، سقط منه "أبو".
وفي "كتاب الجواهر"(٣) للشيخ طاهر، الشهير بسعد نمدبوش الخُوَارِزْمِي في الباب التاسع من كتاب الصلاة، نقلًا عن "خلاصة الحقائق" لمحمود بن أحمد الفارابي: قال أبو نصر محمَّد بن سلام البَلْخِي: العلم ميت وحياته الطلب، فإذا حيي فهو ضعيف، وقوَّته الدرس، فإذا قوي فهو محتجب، فكشفه المناظرة مع الموافق والمخالف، فإذا انكشف فهو عقيم، فنتاجه العمل.