وعن أبي سليمان الدَّاراني (٢) أنه قال: حججت أربعين حجة، وما أدري أني قضيت فريضة الله عن نفسي.
ورأيت في "مجاميع ابن حِجَّة الحَمَوي الحنفي": حكي أنَّ أبا بكر الوَرَّاق جلس يومًا في داره، وأغلق الباب عليه، وأخذ يبكي، ثم فتح الباب من ساعته، وأقبل يضحك، فقيل له: ما هذا الفعل المتناقض، تبكي ثم تضحك؟ فقال: خطر ببالي كيف نهاية أمري وكيف عاقبته، فجلست أبكي، ثم أحسست جوابًا يُضحك منه، قيل: ما هو؟ قال: قالت لي: إن كنت ما تدري عاقبة أمرك فقس آخره على أوله، رزقك الله الإيمان ابتداءً بلا سؤال، والتوحيد بلا شفيع، والقرآن بلا تضرع، فمن أحسن في الابتداء إلا يحسن في الانتهاء (٣)، بل يحسن بأضعاف ما ترجوه بفضله وجوده وكرمه.