للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

النار أحرق التَّاج والخرقة ولم يحرق بدنه، فأعجبوا جميعًا وراحوا، ومن ذلك الزمان ما فيه ولا في مريديه وخلفائه خرقة، لا يخرجون أصحابه من زيهم كيف كانوا، وهذه قصة مشهورة بين أهالي كونيك سمعناها منهم، وزرنا مرقده الشريف ومحل هذه الحادثة، والعهدة على الراوي.

وله خليفة واحد وهو الشَّيخ العارف بالله ابن يامن، كان متمكنًا بقصبة آيَاشْ (بقرب بلدة أنقرة) (١)، ومات في أوائل دولة السُّلطان الغازي سليمان خان.

* * *

٧٢٦ - الشَّيخ المجذوب آق بق (٢)

كان من أصحاب الحاج بَيْرَامْ، وفتحت له أثناء الخلوات أبواب الدنيا وقنع بها، فنصح له الشَّيخ وقال: الدنيا فانية، ولا بد من طلب الباقي، وقال آق بق: الدنيا مزرعة الآخرة، وبها تفتح أبواب الجنة، وانصرف عن الشَّيخ، فقال الشَّيخ: إذًا لا يصحبك مني شيء، ولما أراد الخروج من الزاوية سقط التاج عن رأسه، وعرف أنّه من جهة الشَّيخ، فبقي حاسر الرأس إلى آخر عمره، وكان يرسل شعره ولا يحلقه، وانفتح له أبواب الدنيا، وكان يلقى الصفراء والبيضاء في زاوية بيته ولا يلتفت إلى حفظها، وينفقها على الفقراء والمحاويج، واشترى دارًا عظيمة في مدينة بروسا، وتوسع في النفقات، (وكان صاحب كشف وكرامات) (٣)، وكان سكره يغلب على صحوه.

حكى المولى الوالد أنّه كان له ولد مكشوف الرأس وشعره مرسول (٤)، وكان يقرأ على المولى علاء الدِّين علي العربي، مات بمدينة بروسا ودفن بها، وقبره مشهور هناك.


(١) ساقطة من: ع.
(٢) انظر ترجمته في "الشقائق النعمانية" لطاش كبري زاده (ص: (٦٦).
(٣) ساقطة من: أ.
(٤) ساقطة من: ض.

<<  <  ج: ص:  >  >>