للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

آق شمس الدِّين وهو مقدم الأصحاب: اجلسوا مكانكم، فخاطب الأمير السَّكيني وقال: هات أنت الماء يا أمير، فأخذ الأمير المشربة من بين يدي الشَّيخ الحاج بيرام وأتى الماء، وأعطى الشَّيخ الحاج بيرام.

روي أنّ الشَّيخ الحاج بيرام أخذ الماء من يد الأمير السَّكيني فشرب منه قليلًا، ثم أعطى سؤره إلى الأمير السَّكيني وقال: اشرب ما فيه تنل الأُمنية الكبرى، فشرب الأمير بقية الماء، قيل: هذا إشارة إلى تسليم السِّر إليه، وبعد انتقال الشَّيخ الحاج بيرام جلس مقام الإرشاد الشَّيخ آق شمس الدِّين وتوطن بقصبة كونيك.

وكان الأمير السَّكيني أيضًا متوطنًا بقصبة كونيك، وقلد جميع المريدين إلى الشَّيخ آق شمس الدِّين ولازموا مجلسه وأخذوا البيعة عنه، وكان الشَّيخ آق شمس الدِّين كل غداة وعشية يجلس في المسجد والأحباء يذكرون الله في حلقته ويصافحونه بعد الذِّكر ويقبلون يده، وكان الأمير السكيني يقعد في ناحية المسجد، ولا يلازم حلقته، فاشمأز طبع الشيخ (١) آقْ شمس الدِّين منه، فقال يومًا للأمير السكيني: عليك أن تلازم حلقتنا مثلهم وإلا نأخذ منك تاج الشيخ (٢)، فقال الأمير السكيني هكذا قال الشَّيخ آق شمس الدِّين؟ قال: نعم، قال: إن كان لا بد من ذلك فجيئوا إلى بيتنا غدًا بعد صلاة الجمعة نسلِّم لكم الخرقة والتَّاج إن شاء الله تعالى.

حكي أنّه لما صار يوم الجمعة أوقد الأمير السكيني في حائط بيته نارًا عظيمة، وراح إلى صلاة الجمعة، فلما صلَّى الجمعة قال للشيخ آق شمس الدِّين وأصحابه: هلموا إلى بيتنا نسلِّمكم الخرقة والتّاج، فذهبوا معه فلما جاء إلى بيته جلس في النار وعليه تاج وخرقة ومكث فيها زمانًا بأعين الناس، ثم قام من النار فنظروا فيه فإذا هو


(١) ساقطة من ض.
(٢) زائدة في ع: شمس الدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>