العشراء: الحامل التي أتى عليها عشرة أشهر، وقربت ولادتها، وقوله: ننتظرها؛ يعني: كنا نقول: إذا ولدت هذه الناقة حصل لنا الولد، وكثر اللَّبن، وتوسع بها العيش، كما ينتظر الناس الربيع الذي يخرج فيه النبات، وتظهر فيه الغلَّات، والعذق غصن النخل.
ذكر الزَّنْدَوِيْستي في "روضته" في الباب الثالث والثلاثين: قال مكحول الشَّامي: والعبد لا يخلو عن المعصية، وقلَّما يقع أن لا يعصي، وجزاء المعصية النار، فأمر الله تعالى عباده بالصوم، لكي يكون نار الصوم جزاءً لهم في الدنيا، وتحرق نار الصوم ذنوبهم، فينجون في الآخرة عن نار الجحيم، ومن شرف الصائمين أنَّ الله تعالى يقول: ﴿التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ﴾ [التوبة: ١١٢]، قيل السائحون: الصائمون؛ لأنَّ السيّاح يدخل في البلد فإذا استطاب أقام، وإن لم يستطب فيسيح أينما استطاب، كذا الصائم في قصور الجنَّة] (١).
* * *
[٨٧ - عمر بن عبد العزيز (٢)]
أمير المؤمنين، سيِّد التابعين، عُمر بن عبد العزيز، الخليفة الرَّاشد، الفقيه المجتهد. بويع له بالخلافة بعد موت سليمان بن عبد الملك بن مروان (٣)، يومَ موت (٤)
(١) ساقطة من: ع. (٢) انظر ترجمته في "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٥/ ٣٣٠ - ٢٣٥)، (٤٥٣)، و "حلية الأولياء" للأصبهاني (٥/ ٢٥٥ - ٢٦٦)، و "صفة الصفوة" لابن الجوزي (٢/ ١١٣ - ١١٤)، و "سير أعلام النبلاء" للذهبي (٥/ ١١٤ - ١٤٨)، و "شذرات الذهب" لابن العماد (٢/ ٥ - ١٠). (٣) زائدة في ض، أ: (بويع له بالخلافة). (٤) ع: مات.