أحد الفقهاء السَّبعة أبو بكر بن عبد الرَّحمن بن الحارث بن هشام.
وكان الحارث أخا أبي جهل بن هشام، شهدَ بدرًا مع المشركين، ثم أسلم يوم فتح مكة، وكان من المؤلَّفة قلوبهم، ثم حسن إسلامه، وخرج في زمن عمر ﵁ بأهله وماله، فأتبعه أهل مكة يبكون، فرقَّ وبكى، وقال: لو أنَّا نستبدل دارًا بدار، وجارًا بجار، ما أرْدُت بكم بدلًا، ولكنها النقلة إلى الله ﷿، فلم يزل هناك مجاهدًا حتى مات في طاعون عَمَوَاس سنة ثمانية عشر.
[وكان ابنه عبد الرَّحمن بن الحارث يُكنى أبا محمَّد، وكان اسمه إبراهيم، فدخل على عمر ﵁ في ولايته حين أراد أن يغيِّر أسماء المسمَّون بأسماء الأنبياء ﵈، فسمَّاه عبد الرَّحمن فثبت اسمه إلى اليوم (٢).
وكان شريفًا سخيًّا، توفي في خلافة معاوية بالمدينة.
وأبو بكر هذا ابنه اسمه كنيته، وكان يقال له: راهب قريش؛ لكثرة فضله وصلاته، واستصغر يوم الجمل فرُدَّ هو وعروة بن الزُّبير، وكان في أواخر عمره ذهب بصره، دخل مُغتسله، فمات فيه فجأة سنة أربع وتسعين بالمدينة، وهي سنَّة الفقهاء.
وروى وأخذ عن أبي هريرة وعائشة، وعنه الزُّهري محمَّد بن مسلم، وجماعة] (٣).
(١) انظر ترجمته في "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٥/ ١٥٩ - ١٦١)، و"المعارف" لابن قتيبة (ص: ٥٩٩)، و"تذكرة الحفاظ" لابن عُثمان الذهبي (١/ ٥١)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٤/ ٤١٦ - ٤١٩)، و"شذرات الذهب" لابن العماد (١/ ٣٧٤ - ٣٧٦). (٢) رواه ابن سعد في "الطبقات" (٥/ ٥١). (٣) ساقطة من: ع.